المليونير

المليونير

تلاقي مع جيله المكافح الذي تربي قبل ثورة يوليو، وعرف الدخول إلي المدرسة الابتدائية والإعدادية واجتاز الثانوية بمجموع مشرف ، التحق بكلية الهندسة التى كان من الصعب دخولها حيث كانت ومازالت في القمة.

وتخرج كلاهما في الجامعة .. هذا يعمل مهندساً وذاك معلما.. تفرقت الأجساد ومرت الأعوام .. ثم تلاقيا في رحلة الحج وجمعت بينهما الألفة والجوار والقربى في المشاعر المقدسة وذكريات القرية التى تسبح في حضن القمر.

كلفته الشركة باختيار العروض المناسبة من المقاولين في الدولة العربية لأعمال الإنشاءات التى لا تتوقف وعرض عليه أحدهم أن يكافئه إذا فاز بالمناقصة متى رسا العطاء علي هذا المقاول المشهور وله علي كل متر ريال خارج المناقصة

أظهر الموافقة مبدئيا ثم صلي ركعتين .. ماذا أقول لمن لا تخفى عليه خافية في الأرض أو في السماء ؟ طرد الأفكار السقيمة من ذهنه وفضل أن يكون جاداً .. فرأسه لو مال مرة فلن يرتفع أبداً..

علم بما دار معه صاحب الشركة الرئيسي فطلبه وقال له : بلغني أنك رفضت مليونين في عملية واحدة.. رد بقوة وثبات : هذا عملي الذي كلفت به.. عرض عليه مكافأة سخية لأمانته ، رفض .. كبر في نظر الجميع .. قال له: علمني أبي ألا آكل إلا من حلال ..

دعا له بالستر والفلاح ونجابة الأبناء

عاد بعد نصف قرن يتذكر ويستمع إلي همسات من حوله ونظراتهم وهم يرددون بثقة: المليونير .. ابتسم شاكرا: وجدت الستر فوق الملايين.