جمعة الطيور

جمعة الطيور

التقت النسور في الميدان ذات جمعة جامعة سميت جمعة الطيور .. تقدم النسر العجوز باقتراح .. أعلن برنامجه الرئاسي .. وعد الجميع بسماء لازوردية يطير من تحتها فيها الشباب يعانق بعضه بعضا والشيوخ تعانق العجائز ولا تصوير في ميديا الإعلام.. تقدم نسٌر شاب يعترض علي النسر الكبير قائلا: انظر حولك كل الميدان أصوات متنافرة .. صور من المحمول أو فيديو متناكرة .. برنامجي .. طيران شباب النسور في وسط المزارع والحقول والفائز من يعبر الصحراء براً وبحراً حتى يقف علي القبة ناظراً بعيون ساحرة .. أنا من تعرفون .. صائد العيون..

لاحت أنثى النسور في زيها الباهر .. تعاند الموروث وتسخر من التقاليد .. ولا عيب أن تبيت في الخيمة بدل العش.. تصادق نسرا مزهواُ .. تشرب .. تدخن .. شعارها التغيير في الشكل والزي واللغة والعمل وقوانين الأنثى التى تكتبها .. أعجب بها بعض النسور .. وتأفف منها بقية الطيور ..

تحرك نسر كهل له ريش يتدلى تحت منقاره بكثافة .. تصور أنه فوق منبر .. اختصر برنامجه في كلمتين : حلال .. حرام

نظر إليه النسر العجوز : أليس عندك جائز.. أو مكروه أو مندوب أو واجب ؟

"فكها شوية يا ابني".

لاحت من بعيد سيارة مفخخة تجوب الميدان .. حطت عليها النسور .. لم تبق إلا أشلاء .. لا ريش ولا برامج .. ولا لحوم ولا عظام حتى السيارة سقطت في هوة الميدان.