لعبة الصورة

لعبة الصورة

تعرف علي عنوان الطلبة الذين درس لهم في إحدى الدول العربية .. الشارع تذكر أنه كان يأتى بابنه البكر للعلاج لأن عنده ضيقاً في صمام القلب .. وبدون عملية أوصى الطبيب باللعب وعندما يكبر يكون معافى إن شاء الله ..

يصعد الأدوار التسعة ويقرأ الرقم ويدخل إلي الشقة حيث تقابله مديرتها بابتسامة عريضة .. كل الطلبة هنا.. جلس في الردهة وهو ينظر إلي الحوائط والسقف والكراسي والمفرش .. وصلت خبيرة في التجميل .. جلست باستعراض أنثوي مثير

تذكر ما قالته أمه الأمية في طفولته وأنها حذرته من الوقوع في الخطأ وفكر في أنه غسل نفسه مرتين حينما وقف علي عرفات .. وظهرت صورة أولاده وزوجته تحوطه من كل جانب.

مارست الخبيرة كل صنوف الإغواء.. لا تفكر إلا في إرضائه والدخول في تجربة . جاءت رفيقة أخرى تلبس ما يسترها بخلاف الخبيرة التى كشفت ما لا يكشف..

رفض كل العروض المغرية .. وضع الطعام والشراب .. رفض إلا أكل لقيمات من الفطير الذي أخذه للطلبة .. سأل عن حقائبه .. قالوا: وصلت هنا في أمان

رغم أن الجو بارد والنهار قصير والإضاءة خافتة.. آثر أن يخرج ليعود إلي مهوى فؤاده في القرية.. أراد أن يمر علي w.c وهو حذر من الدخول في هذه المباءة..

عندما خرج وجدها تلتف حوله كالأفعى .. لا تريد فكاكا ، وأحد الطلبة يلتقط خلسة صورة..

ما هذا؟؟ فارت العروق ... تفوه بألفاظ غليظة

مرت دقيقتان كأنهما الدهر.. معقول !! إنها لعبة كبيرة .. يعملها الصغار ويقع فيها غيرهم.. " نحن نهرج يا أستاذ.".

نظر إليه صاحب الكاميرا في تعجب: الأستاذ محّجب .. تصور!! ماذا حدث؟

الصورة ظهرت بيضاء

قال في صمت عميق: الحمد لله .. وحمل حقائبه وغادر العمارة اللعينة ذات الشقة الموبوءة .. لم يكن يتصور مثل هذا من الطلبة .. كتم هذا حتى باح به بعد أربعين سنة حيث يكتب سطوره في دوامة مثيرة مملوءة بالشات وحكايات نصف الليل!!.