المونديال

المونديال

انهمك المرشحون في إعداد أوراقهم ليفوزوا بمقعد في مجلس الشعب بعد الثورة..وجدوا الباب مفتوحا والإجراءات يسيرة لاتكلف شططا ولا أمن دولة ولا شهادات صلاحية من هنا أو هناك ..

كل يوم يتزايد المرشحون وكأنهم يتسابقون في مونديال الانتخاب ..زادوا عن 450مرشحا انقسموا إلى قوائم لأحزاب تزيد على 17 حزبا وإلى مقعد فردي مع أن كل المطلوب منهم في المحافظة كلها 24 فردا!

زادت الدعاية بكثافة ..عقدت المؤتمرات ..ظهرت وجوه شابة ونسائية في التليفزيون ..الكلام كثير لايخرج عن ثلاثة أهداف :حرية،عدالة،ديمقراطية..لعب الشكل العام دورا كبيرا ..ظهر أصحاب العمائم واللحى المصبوغة بالحناء ..اختفت وجوه النساء في الإعلانات حتى لايحادثهن أحد وكأن ما كان من جهود قبل قرن ونصف من قضايا تحرير المرأة راح أدراج الرياح!!

ارتفعت الأصوات ..انجلت الحناجر ..كثر الحضور في المآتم والمساجد وخاصة يوم الجمعة ..كلٌّ يمني نفسه بالفوز بمقعد دائم في المجلس الموقَّر ..انعقدت اللجان ..تلاحم الجيش والشرطة والشعب ..تقدمت النساء بكثرة إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهن ..ساهم التوك توك والسيارات في نقلهن ..ربما لاتعرف إحداهن أن تمسك القلم ..مرت ساعات عصيبة كلٌّ يمني نفسه بالكأس في نهاية المونديال ..تم انتخاب أعظم لرئيس جديد كان أجرأ قرار اتخذ:حل المجلس تحت القبة ..عادت ريمة تسابق المحال رأت الكراسي في الهواء..يا خسارة!!فرحة ما تمت!!