الغسيل

الغسيل

خرجت الأم بعد عمل شاق .. ظلت مدة كبيرة تقف أمام الغسالة.. ترفع الملابس .. تعصرها .. تنشرها في الشمس التى تظهر حيناً وتغرب أحيانا .. وجدت طي الملابس ما يعوق عملها كالأزرار والسوستة وحبات الترتر التى تغمر معظم الملابس الجاهزة والمستوردة.

دخل عليها أحد أبنائها طالبا تغيير الغسالة التى تحدث صوتاً رهيباً في المنزل .. تشغله عن التفكير .. يطل عليها سكان الحارة.." غيري يا أم الحلوين أتوماتيك أو نصف" .. دخلت ابنتها بعد عودتها من الجامعة .. ماما .. أنا معك .. ارتاحي .. كفاية من الفجر وأنتِ واقفة أمام هذا الكوم الهائل من ملابس الأولاد..

ظلت الأم تنظر بعطف إلي العروس التى ينظر إليها العرسان.. كّتر خيرك يا ابنتي .. المهم المذاكرة والواجبات والمحاضرات .. وأنا ربنا يعين.. باقي أشياء بسيطة . . كلها ساعة أو ساعتين وقلبي يرتاح.. البركة فيك يا ماما .. أنت نورها..

دخل رجل البيت باسماً .. حمل ملابس جديدة اشتراها من الأكازيون الشتوي مخفضة جدا .. نظر إلي زوجته قائلاً : ما هذا؟

ملابس ممزقة وأخرى مشكلة وبعضها فيه رقع مختلفة .. كفاية يا أم الأولاد .. حمل كومة من الملابس .. حاول أن يلقيها من الشباك .. جرتِ الزوجة .. حرام عليك .. نتبرع بها ، "فيه محتاجين" .. برد الشتا قاسي .. ابتسمت الزوجة لأولادها قائلة بثبات: الحمد لله كله راح في الغسيل.