الباشا وصل !!

الباشا وصل !!

قرأتْ خطابا مطولا في الصحيفة..تجمع حولها أولادها ..كلٌّ منهم في يده المحمول دقت رنة ..بعدها أخرى ..نهضت متثاقلة..معقول هذا؟ أنا فكرت إنني المقصودة..هل هناك غيري؟الدنيا ملآنة ربنا يسترها..

عاد زوجها بعد غيبة طويلة لم يكن يحدثها إلا بألغاز ..حاولت تفسير بعضها ..قال لها :انتظري حتى يطلع النهار ..فيه كلام ياما ..نفسي أحكي لكن الجو ملبد بالغيوم ..الطيور في العراء ..متى تأوي إلى أعشاشها؟ هل وراء تلك المظاهرات من يحركها؟..ابحث عن المستفيد تعرف..تتغير الأوامر بين ساعة وأخرى ..لا يستطيع إلا أن يلبّي ..المهمة طويلة من ميدان إلى ميدان ..من مدينة إلى أخرى ..من الشمال إلى الجنوب.. يبتسم الفجر يوما وتأوي الطيور ليلا ..سرعان ما تتبدّل الدنيا ..كل شيء ..تنفر الطيور ..يعبس الفجر في طريق الثوّار ..تتقطّع الطرق ..تطفح المجاري ..تطفأ الأنوار في الشوارع.

أنت نسيت إنك في إجازة ؟24ساعة فات نصفها ..أريد أن أنام قليلا .."أولادك محرومين منك ..زهقوا من رنّات الموبايل" ..تفتكر إنني متزوّجة؟من شهرين وأنا أكلم نفسي..أنا أم أولادك لي حقوق عليك أنا تائهة..لا خضار ولا لحم ولا فاكهة ولا دواء ولا ماء ولا هواء..أصوات متداخلة ..رنّ هاتف الزوج ..مهمة عاجلة ..النيران مشتعلة..انهض الدور العاشر بعد لحظات..العمارة تتساقط..ألقَى بنفسه في المعمعة ..ركب السلم الهوائي ..تسلّق مسرعا ..يصوب المياه إلى النيران ..سقط فجأة ..وصلت رسالة بالمحمول:السبع راح..العوض على الله ..أفاقت من غشيتها ..وجدت الحلم حقيقة ..فتحت الباب ..الباشا وصل ..تجمّع الجيران ..صراخ مكتوم على السلم ..ربنا افتكره..عليه العوض..