الدكتور
حصل علي دبلوم الزراعة .. بعده وظيفة في الجمعية التعاونية من نسبة 5% من ذوي الإعاقات .. أخذ يقرأ في كتب السحر والطلاسم .. اشتكت عاملة أنها لم تتزوج .. فقال: عندي العلاج .. سعدت بعد زواجها .. قامت بعمل دعاية له .. أصبح ينادى باسم الشيخ مرة والدكتور مرات..
صدق نفسه .. توافدت النساء من القرية والقرى المجاورة .. اشتهر بعلاجه بالأذكار مجاناً .. أطلق لحيته .. تجلس أمام منزله ليلا بعض النسوة .. وتسمع أصوات الدجاج والبط والحمام من نوافذه .. كل من تعثرت في الإنجاب .. من هجرها زوجها .. تأخرت بناتها في الزواج .. كلهن يتوافدن عليه.. أصبح يركب دراجة نارية .. فكر في شراء سيارة حيث اتسعت دائرة الأعمال .. جاءته امرأة تطلبه لعلاج ابنتها الحاصلة علي الدبلوم ولم يطرق بابهم أحد.. أخذ حقيبته وفيها بعض الأسلاك النحاسية .. ذهب تحوطه هالة من التقدير .. كل من في البيت يخرج .. بقيت الفتاة راقدة ... أخذ يوصل بعض الأسلاك.. يعمل صدمة كهربية يقرأ أوراداً .. خلاص العفريت طلع ؟؟ عينه حمراء .. شعره منكوش برجل مسلوخة .. ركب سعيداً بنجاحه .. دخلت الأم .. وجدت ابنتها فارقت الحياة .. "منك لله يا دكتور.. أنا اللي جبته بيتنا".. قبض عليه قبيل ثورة يناير .. انطلق من السجن في ظلام الأيام الأولى .. أبلغ عنه الجيران .. سلم نفسه للشرطة .. نظر إليه الصول متعجبا: مين؟ الدكتور؟.
