البلد أمان

البلد أمان

جلس في بيته يفكر .. معقول في ليالي الانفلات يروح.. البلد كلها صاحية ولكن راح.

خير يا عبد المولي ..

خير ياعم الحاج

قمت الفجر فلم أجد لا الوتد ولا الحبل ولا الركوبة .. كله راح في الليلة السوداء

وكان أولادى ساهرين في حوارى القرية للحراسة

هنا فيه إيه؟

سرقة ولا ملعوب؟ .. أم ثارت الركوبة وانحلت وانفلت الزمام بعد الثورة المشتعلة نارا؟

ظل يكلم نفسه أكتر من أسبوعين حيث يرقد حيناً ويقف حينا وعلي أصابعه عصابة من مرض السكر الذي فتح جرحاً لم يندمل

تقدم شيخ الحارة يعرض الوقوف مع عبد المولي في هذه المحنة .. لكنه رفض بإباء مع أنه في أشد الحاجة .. صبراً قليلاً .. ربنا وحده يحلها .. قلبي دليلي يا عم الحاج.

أخذ يبحث في الأسواق بالقرى والمدن المحيطة ... كلم الخفراء والمزارعين والفلاحين .. خسارة كبيرة يا عبد المولي .. كلنا معك في حل هذا اللغز الفزورة..

يدق الهاتف .. يجرى أبناؤه ويعودون حائرين لا جواب!!

بكره تفرج..

مرت الأيام وبعد خمسة وثلاثين يوماً جاء تليفون من الخواجة لطفي..

معقول؟؟

كيف جاء؟؟

هل هذا ما تبحثون عنه؟ .. اركبْ وانظر أين يسير؟

وصل الضجيج والصياح ..

مبروك مبروك المال الحلال لازم يرجع لصاحبه ..

وقف عبد المولى علي رجله السليمة منتعشاً ..

البلد أمان يا رجاله.