طيبـــة

طيبـــة

التفّ الأحفاد في إجازة صيفية يستمعون إلى بعض ذكريات العمر الجميل من الجَد عندما كان يعمل مراقبا للثانوية العامّة في الأقصر ..لفت نظره طالبة تنقل من أخرى ..علّمها أن هذا ليس من حقّك ..نحن في طيبة بلد الملوك منذ القدم ..انظري في ورقتِك ..مر أسبوع بسلام ..ضبطتْ طالبة متلبسة بالكتابة على يديها ..لو تكرر هذا فسيكون هناك حل آخر !!

مسِحت الكتابة ..يظهر أننا لسنا في بلد الملوك والملكات!!

عزم عليه الرفاق أن يقوموا برحلة يوم الإجازة بين المعابد في الكرنك،الدير البحري ،حتسبشوت،معبد الأقصر ،مقابر الملوك والملكات ،تمثال أجاممنون والبر الغربي ،ورحلة نيلية مساءً ..لم يصدّق نفسه وهو يشاهد مقبرة(توت عنخ آمون)..كأنها مدهونة منذ أيام بألوان ذهبية لامعة ..نزل مقبرة تحت الأرض بأكثر من عشرين متراً..عند ما خرج وجد فتاة أجنبية تلبس ملابسها وتحمل كاميرا وبعض الأوراق وفي حقيبة يدها كل ما تشتهي ..نزلت وحدها في المقبرة ..سأل الحارس:كيف تنزل وحدها في هذا المكان الموحش؟

ضحك الحارس ..بدت أسنانه البيضاء لامعة في وجهه الشديد السمرة ..رد بثقة :هذه دكتورة في الآثار لها ستة شهور تنزل هنا..ترسم ما تراه مثلما تسمع عن كتاب وصف مصر ولوحاته التي رسمها العلماء بالمجمع العلمي وترجمه( زهير الشايب)تعجّب منه ..أضاف ابن بلدنا في المنوفية ..ضحك للحارس:ممكن أنزل معها؟ المهم اللغة ..هي فرنسية لاتجيد العربية ..تراجع الجد قائلا:لابُدّ من تعليم لغة جديدة نحن في عالم متغير..اللغة كنزٌ..ضحك الأحفاد ناظرين إلى جدهم"احنا بنتكلم انجليزي وفرنسي"إن شاء الله نقوم برحلة أخرى عندما تكبرون!!

*للأطفال

.............................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/23/255168.html