الفستان

الفستان

تعودت أن تلبس فستاناً له لون معين .. لا تغيره فصول العام.. وإنما يختلف القماش من الخفيف إلي الثقيل إلي الوسط .. ظلت علي هذا الرداء أكثر من خمسة وعشرين عاماً .. تنظر إلي قبة الجامعة .. إلي برج الجزيرة إلي قبة المجلس .. إلي شوارع العاصمة .. إلي الكباري والجسور علي النيل .. إلي برامج المدارس ومناهجها .. إلي مبانى المؤسسات ، كلها تكاد تكون في نفس اللون بين الأصفر والأحمر وكأنه موصوف لها حتى تنتعش وتنام طوال هذا العمر النعسان..

رأت في منامها أن تغير الفستان .. مهما كان .. إنها عروس .. قمر 14 ، كل يخطب ودها .. يعرض مهراً كبيراً يتمنى أن يزورها ولو في العمر مرة .. بدأت تجرب الأبيض والأخضر والأحمر واللازوردي والبمبي وتهتم بالموضة وتشكيلات الترتر والدانتيل..

رآها شباب كثيرون .. تقدموا لها أعجبوا بحرارتها وابتسامتها رقتها ونظرة عينيها .. حتى حروفها ومقاطعها الموسيقية .. قررت أن تغير كل هذه الفساتين .. اندفع الشباب من كل ميدان .. ثارت الرياح والعواصف ، نزلت الأمطار .. طارت الطيور .. عادت أفواج إلي أعشاشها .. نظرت بعد سهر عام طويل في محاورات ومداورات في الماء في الهواء في النت في القرى والمدن والميادين في المساجد والكنائس وتحت القباب .. أخذوا لها صورة .. دمعة في عينيها ..وا أسفاه تسقط علي الفستان الرمادي.

......................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/25/255407.html