خير بلدنا

خير بلدنا

تاه الديك عندما خرج من معتقله بين أسراب الدجاج .. أخذ يبحث عن رزقه بين الحشائش والأعشاب وكيزان الذرة الملقاة في الجرن وأكياس التبن .. ضاق منه صاحب الجرن .. صمم أن يذبحه .. حاول الإمساك به مرة ..وأخرى فرّ من يده .. خرجتْ الحاجّة ترجوه ألا يفعل .. "حرام عليك يا بني .. طير أخرس لا يعرف ماذا يفعل .. نقول إيه للجيران"؟؟

استطاع أن يمسك بالديك مع رفيقه .. تسلمته الحاجة .. ظنتْ أنه مِلك جارتها (أم علي) .. نادت عليها .. تبّسمت .. فرحت به .. أخذته بين يديها وكان الأمل الكبير لها حيث مات الديك الذي كان عندها ينعم بإناث الدجاج ..

فجأة .. ظلت تهتم به أسبوعا يأكل ويشرب ويغازل الإناث حتى تأكدت أنه قام بالمهمة اللازمة لتخصيب البَيض وتقول لنفسها : زيتنا في دقيقنا

جاء أصحابه يسألون .. ديك أحمر كبير ريشه مقصوص هندي .. رجله فيها رباط أسود نزل عندكم ؟ يا خبر أبيض ... أنا سلمته لأم علي منذ أسبوع .. معقول ضيعته؟

الأمانة اللي عندك .. طلباتك يا عيني وروح قلبي .. أنا استضافته ليلم الفراخ والحمد لله"كده عيب"

اشتري لك واحد .. خير ربنا جاء عندي .. صون النعمة تصونك

عموما نحن وانتم واحد .. سعدت الحاجة برد الأمانة ونظرت إلي السماء قائلة: ربنا سترها يا أولاد .. خير بلدنا كتير

اطمأن الديك الذي غادر معتقله .. أذّن بصوت متكرر ، قالت أم علي:" نفسه يبقي معانا .. خلوه أسبوع تانى" .. قفز الديك من يدي صاحبته .. شهقت قائلة : عوضي علي الله