الإمبراطورة

الإمبراطورة

ابتسمت لها الدنيا حيث تعلمت وحصلت على مؤهل عالٍ ثم تزوجت فتى أحلامها الذي سعدت به وأنجبت منه البنين والبنات ..ظلت تصعد بجانب زوجها الذي وجد نفسه يشار إليه بالبنان في وسائل الإعلام ..تتحدث عنه الصحف و وكالات الأنباء

أصرتْ على أن يكون حضورها سخيا في المؤتمرات والمهرجانات والحفلات التي تقام هنا وهناك ..لمع ضوؤها كالبرق الخاطف والبدر في الآفاق ..زادت سعادتها ..اطمأنتْ إلى أن شجرة الدر لا تساوي بجانبها شيئا ..بيدها المفاتيح ..يتقرب إليها عِليةُ القوم ..أصحاب رؤوس الأموال ..المستثمرون ..تفتح البنوك لها صدرها في الداخل والخارج ..أخذت ترسم وتخطط وتدبر امبراطورية لها ولكل من حولها .

وجدت الطيور تغرد والأزهار تنتشي والأشجار تتراقص طربا ..مر عليها عمرٌ تتنقل من قارة إلى أخرى ومن فندق إلى آخر ومن طائرة إلى باخرة ..عرفتها الموانيء ورجال الإعلام والفنانون وأصحاب الأعمال المهمة ..جربتْ أن تعد خطبة تلقيها بنفسها وجدت القلوب منشرحة والثناء عطورا ..تتألق صورها في المجلات النسائية وفي البرامج المرئية والفضائيات ..كبرتْ الأحلام ..تضخمت الآمال ..نامتْ قامتْ نظرتْ غير مصدقة العرش يهتز من زلزال قوي لم تكن تتصور ه وجدت نفسها وحيدة لاأنيس ولا جليس..نفرتْ الوصيفات ورجال القصر ..بدأت الأضواء تخبو وتنقشع ..حتى الأحاديث والملابس المفصلة خصوصا ..كلها تبددتْ أوهاما هجرها الفتى الطائر ..انزوت في ركن مظلم ..بحثتْ في سجلاتها القديمة ..اتصلت برفاق الطفولة لم تجد أحدا ..زادتْ المنبهات..انفض المولد تماما ..باتت تمسك قلما جافا تكتب ما لا يصدقه عقل ..التفتتْ نحو الجدران المهترئة ..وجدت حروفا مكتوبة يقرؤها حفيدها بإعجاب ا م ب ر ا طورة