الفتكوش

الفتكوش

تسللت البومة ليلا من مخبئها في أطراف القرية .. دعت صديقاتها تنعب بصوت واحد .. حملت بين مخالبها كل ما يعينها علي نهش الطيور التى أوت إلي أعشاشها بعد رحلة شقاء من أجل لقمة العيش.. حطت علي رأس الفتكوش لم يصدق.. حاول أن يصادقها .. قالت :أنا عارفاك أنت مين.. اتفقا سوياً علي الصيد والقنص ليلا ونهاراً قبيل غروب الشمس وعند بزوغ الفجر .. حمل الفتكوش عدته وسلاحه .. غطّى وجهه حتى لا يعرفه أحد .. تصادق مع زعيمة البوم التى انفلتت بعد أن أطفئت القناديل وخفتت الأصوات إلا من أزيز تريللا أو عربة محملة بالبوتاجاز أو الحديد أو الخشب أو السيراميك.. قالت الزعيمة: أنا معي الموبايل .. وأنت تكمل المشوار في الليل أو النهار

سلاحي في منقاري و أظفاري ، وأنت تختار" رشاش أو آلي ، مستورد عبر الحدود المفتوحة مع أولاد الليل الهاربين من سجون القهر والفقر والجوع.. أنا وأنت في الجو في الأرض .. لن يعرفنا أحد" .. سمع الفتكوش موالا من بعيد: يالك من قبرة بمعمر .. خلا لك الجو فبيضي واصفري .. نهض من غفوته تحت أشجار الحدائق تعابثه زعيمة البوم في سيارة فارهة .. سمع أصواتاً .. شاهد النيران المكثفة .. أخذ الآلي .. اشتعل ناراً في صدره وغيظاً .. دب حصار الجيش والشعب والشرطة .. فانقشع الضباب وهدأ الغبار .. طارت البومة إلي وكرها .. هوى الفتكوش ..أخذت الحدائق تغني : عمار عمار .. راح البعيد .. انطلق النور من كل مكان.

.........................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/26/255523.html