الإطار

الإطار

دارت العربة وأخذ شعبان السائق مكانه ناظراً إلي من حوله وأمامه..

أخذ الصبي ينادى .. الأمل .. الأمل ..

سأله أحد الواقفين طريق العبور .. أومأ برأسه : إن شاء الله..

ظل الركاب يتقاطرون من محطة إلي أخرى .. حاول أن يهدئ من السرعة .. تململ بعض الشباب.. المواعيد ورانا يا شعبان.

جاهد قليلا وكلما مر علي مقب هدأ السرعة وإذا نزل في مطب أبطأ والراكبون مهمومون بسرعة الوصول إلي أعمالهم .. هذا يعمل في مصنع للبلاط وآخر في مصنع للنسيج وثالث في إحدى المدارس ورابع يعمل حمالا باليومية ، وسيدة تعمل في المستشفى .. وطفلها يبكى من الجوع

- شد حيلك يا شعبان ..

- علي الآخر

- أي شئ نعمله معك؟

- ادعوا لنا .. ربنا كريم.

قرأ اللوحة أمامه باقي ثلاثة كيلو مترات ويصل إلي مدينة الأمل ..

استوقفه أحد الركاب .. أنزل هنا لو سمحت..

نزل ولكنه أشار إلي شعبان مستغيثاً : الحْق.. الحقْ..

هرول الركاب .. من قفز من الشباب ومن نطّ من الباب الأمامي ومن نط من الخلفي

وقف الجميع مذهولين.. نظر أحدهم تحت السيارة .. شم رائحة كاوتش يحترق..

تجمعوا حولها في غرابة .. انفجر الإطار.

واصل شعبان السير ماشياً .. حتى يصلح الإطار .. لكن العامل بالورشة أخبره أن جميع الإطارات في حاجة للتغير..

شهق بحسرة .. عندما يأتي رمضان.