القبطان

القبطان

أبحرت العبارة من الميناء البحري رويداً رويداً .. زادت من سرعتها.. تباعد الشاطئ والمودعون .. أمست في وسط البحر .. حولها الأمواج تعلو .. وطيور النورس تغازل الركاب وهم يتسامرون وأمامهم التلفاز ينقل صور الزلزال والبراكين في أنحاء المعمورة.

نام الأطفال في أحضان الأمهات ، قبع الرجال في العنابر عدا فئة من الشباب الساهرين يمتعون أنظارهم في هذه الرحلة ويمنون أنفسهم بإجازة سعيدة بين الأهل والخلان .. مرت ساعتان وبعض ساعة .. انتفض الركاب .. صراخ .. غثيان .. ضجيج .. ضربات قوية في قاع العبارة .. تعلو بهم وتهبط .. انقطع الإرسال وأسرع بعضهم إلي القبطان

لمحوا جهازاً أمامه يطلق إشارات و إشارات ..

نحن علي مقربة منكم واطمئنوا ..

ارتفعت صيحات الاستغاثة ، مر الوقت بطيئاً .. نزل النساء والأطفال والعجزة في الزوارق المزمجرة بين عاصفة رعدية حيث اشتعلت النيران في الجزء الخلفي.

اندفع الركاب من كل العنابر .. لم يفكر أحد إلا في نفسه كأننا يوم الحشر

وصل بعضهم إلي المقدمة وانحلت جميع الزوارق المطاطية وأطواق النجاة ..

ترك الجميع كل ما معه.

انفرد القبطان بعد أن داهمته المياه والنيران .. توقفت الماكينة .. أبصر طائرة تعلو وتهبط تعلق بحبل.. أبصره بعض الركاب..

علي فين يا ريس؟ العبارة تغرق .. ألحقونا..

خبت الأصوات وفر سباح ماهر بين الأمواج بزورق .. اختطفته سفينة عابرة .. ظل يبحث عن القبطان .. سمع من بعيد كلمات .. الحبل انقطع..

ربنا معاكم.