دواء الماء

دواء الماء

عرض الزملاء بالجامعة علي زميلهم الدكتور أن يؤدى فريضة الحج وأن يتمتع بشرب ماء زمزم فهو شفاء بإذن الله من كل داء.

استمع الدكتور إلي كلام الزملاء .. لم يكن متأكداً بنسبة مائة في المائة

ساوره شك لرؤية غيره من المصابين .. لكنه وافق مبدئياً واصطحب زوجته لتعاونه في هذه الرحلة المقدسة .. أشفقت عليه وكتمت إشفاقها نزولاً علي رغبة زملائه العارمة في ماء زمزم..

أدى الفريضة وحج وطاف وسعى واعتمر ووقف بعرفات ورمى الجمار وانتقل إلي المدينة لزيارة الهادى المصطفي عليه الصلاة والسلام .. ولم يفارقه هذا الماء بل حمل معه ما يستطيع ودعا ربه في خشوع أن يشفيه من هذا الداء العضال..

عاد بأمان لكن المرض مازال يسرح في كبده .. ينزف .. يتلوى .. يكتم مشاعره

وجاءه عرض سخي بعملية جراحية في الصين .. تكلف خمسة وسبعين ألف دولار

ومن أين له بهذا المبلغ الذي لا يستطيع مثله في أساتذة الكلية توفيره..

دخل عليه زميلان ومعهما حقيبة كبيرة بها أكثر من ثلثي المبلغ وقالوا : هذه تكفي للعملية وسوف ندبر الباقي ولا تحمل هماً

توكل علي الله .. سافر بعد عمل فحوصات لمدة شهر ..

أجريت له عملية زرع كبد وظل بعدها ثلاثة شهور يواصل العلاج حتى وجد نفسه قد شفي.. عاد يركب سيارته .. يحاضر أبناءه في كليته قائلا لنفسه : لو أخبرني أحد بهذا العلاج ربما لا أصدق.

عاد بذاكرته إلي أيام مكة وماء زمزم ، تأكد أن ما حدث إنما هو فيض الكريم .. اتجه إلي القبلة في خشوع مرددا الحمد لله.