الصندوق

الصندوق

وردت إشارة لأسرة المجند جورج مسيحة ذات ليل من أيام حرب الاستنزاف وقبيل حرب أكتوبر مؤداها : انتظروني...

بعد ثلاث ساعات .. تكررت الإشارة .. نحن في الطريق إلي الأسرة ..

دب الشك في نفوس والده ووالدته وإخوته .. تصادف حضور أبناء العم والخال..

توقع الجميع وصول ابنهم المجند بعد منتصف الليل ..

طرقت طرقات خفيفة علي الباب..

- من ؟؟

- شرطي من المركز

- تفضل .. توقف قليلا .. استيقظ النائمون جوار البيت

أشار الشرطى: لا رفع صوت ولا صراخ .. من سوف يتسلم الجثة؟

صعق الوالد المعلم مسيحة

- اتفضل وقّع .. وأخرج معنا إلي المقابر

خرج في ظلام الليل لا يدري ماذا يفعل!!

هل يوقظ الشارع أو أقاربه؟؟ .. ممنوع .. نصلي عليه في الكنيسة ... صلينا عليه

سارت السيارة إلي المقابر .. فتحت تحت الأضواء الكاشفة .. وضع الصندوق بالشهيد الذي كان فوق العشرين بقليل.

مرت سنوات بعد نصر أكتوبر المجيد.. أرادت أسرة المعلم مسيحة ان تجدد المقبرة .. ُفتح الصندوق.. لم يجدوا إلا عظام الجمجمة والهيكل العظمي وسلسلة بها قطعة مدورة كتب عليها أحمد صبري سالم.. استيقظ المعلم من سباته .. رجع بذاكرته إلي الوراء .. تذكر أن هناك صناديق أخرى كانت في سيارة الجيش ، منها صندوق مجند زميل لابنه من قرية مجاورة .. تنبه الأب قائلا: لن تغير الصناديق .. ربك يختار لكل واحد مرقده..قدر مكتوب ياناس !!

العوض علي الله.