الهدية

الهدية

دخل القصر الكبير ليدرس لابنة رجل الأعمال .. وصلت سيدة يفوح منها شذى العطور .. ينم وجهها عن النعمة والثراء .. تشرب إيه يا أستاذ؟

رد باقتضاب: أي شئ

- حدد.. ساخن .. بارد .. أي شئ..

- قهوة

- سكر إيه..

- مضبوط

جلس يفكر في أمر ربة القصر .. من تكون؟ هل هي مصرية أم....

اللغة توضح واللهجة والحوار أنها مصرية .. لكن أين العامل الذي كان يأتى بالمشاريب ويحاور الأستاذ .. معقول مثل هذه تعمل لي التحية؟

ماذا وراءها؟؟

دخلت ابنتها( رويدَا) جلست .. قالت الأم: ممكن تعطيها درس في التاريخ؟

رد بابتسامة : هل قيل لكِ أنى أشرح أي حاجة ؟

ردت بثقة : ما في حاجة تخفى علي المصارية .. نظر في الكتاب .. قرأ عن الحملات الصليبية .. تذكر أنه درسها عندما كان طالباً في الثانوى الأزهري .. بعد الدرس شكرت المعلم .. تكرر الطلب في درس توحيد وعقائد!!

مضي أكثر من شهر ولم يشاهد صاحب المنزل .. عندما رآه حياه قائلا: كاش منى أو شيك؟

قال : لا داعي لهذا..

حاوره زميله المعلم ووصلت الدراهم .. لكنه لم يعرف من تكون هذه الأم وممن؟

سأل زميلة رويدا .. قص لها الموضوع .. ردت بابتسامة : "هادى من الديرة .. لكن لهم مشاريع في مصر ويقيمون فيها أكثر من هنا ".. انتهى العام الدراسي .. دخلت عليه في اهتمام ..

هادى هدية النجاح.