دلوعة

دلوعة

تخرجت حكمت في الجامعة .. عملت في حقل التدريس .. جاءها ابن الحلال .. مرت الأعوام وأنجبت أربعة من البنين والبنات .. كبر الأولاد .. دخلوا الجامعة .. وقفت تحادث نفسها عامين وعامين .. ماذا؟

تغلغل المرض في زوجها .. صبرت .. تحملت .. كانت تكلم نفسها .. اتهمها بعض أقاربها بالجنون .. لم تعبأ بأقوالهم ..

شئ داخلي يبسط خيمة سوداء علي عقلها الباطن .. تصلي تدعو الله أن يمن بالشفاء .. نجحت ابنتها الكبرى والابن الأكبر .. تخرجا في الجامعة .. لم يجدا عملا مناسباً .. ظلت ابنتها تتنقل من محل عصير إلي مكتبة إلي بوتيك .. وتعاون ابنها مع زملائه في الأعمال اليدوية الشاقة .. لم يعرف الراحة ولا الرفاهية .. يتعجب لرؤية أصدقائه يشربون النارجيلة ويدخنون البانجو في الكوفي شوب ومنهم من يأخذ أقراصا مخدرة ..

سعدت الأم بهما وتماثل الوالد للشفاء

وعدت كليهما بالمساعدة في الزواج .. شقة .. جهاز .. حفل عرس بهيج .. أطقم ملابس مستوردة .. تلفزيون .. كمبيوتر ..

اتسمت الدنيا بعد كرب سنين وضيق في الشرايين

أغفت قليلا بعد عودتها من المدرسة .. قامت .. وجدت جثة هامدة في الصالة .. صرخت .. وقعت فريسة الأحزان .. لم تكن تدري صحوة الموت .. تنكر لها من حولها .. ظلت تشرب كئوس المر بعده .. قالت في حسرة : كنت دلوعة علي حسه .. العوض علي الله .. سمعت همساً من بعيد: البركة في الأولاد .. ما مات من أنجب .. فوقي يا.....