سنة الهنا

سنة الهنا

دلف الجد من الشارع الرئيسي إلي بيته الريفي حيث تمتع بمنظر الأشجار والأزهار والثمار وزقزقة العصافير ومداعبة الحمام واليمام وهما يتراقصان أمامه..

وفتح الباب فنظر في الردهة الكبيرة فلم يستطع السير خطوة واحدة .. تطلع الي الغرف المختلفة وأطل علي المطبخ فرأى كل محتويات الغرف مبعثرة علي الأرض

الهاتف .. السماعة .. الحلل والأغطية وأواني الشاي والقهوة حتى الملاعق والشوك والسكاكين ، ويا للعجب حينما وجد فوق هذا كله سلة القمامة بمحتوياتها.

نظر الي المكتب فوجد الأحذية بدون الشرابات ، والكتب والمجلات متناثرة والأقلام التى يأنس بها وترافقه في جلسته

كاد يسقط من الإغماء وانتفخت أوداجه قائلا : ماذا حدث؟

دلوني وأنا أقطع...

اصبر يا حاج

تبسمت الحاجة وحولها أحفادها في سعادة غامرة يشدونها من ثيابها .. فترد بحنان بالغ دون أن تتأثر وقالت في سرور: الأطفال في الدار.. يا سنة الهنا.

...............................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/16/254485.html

الشكمان

الشكمان

ركب سيارته متجهاً إلي الميدان .. أدار المحرك .. لم يلبث أن يسير قليلا حتى أوقفه شباب يرفعون شعارات التغيير ..

التفتيش تأكد أنه وسط أهله وإخوته.. تحرك قليلا ..

أحس برجة السيارة التى توقفت فجأة ..

عاونه بعض السائرين علي أن يتقدم لأقرب ورشة ..

أخذ الميكانيكي ينظر تحت وفوق ويضع أصابعه هنا وهناك.. يوصل بعض الأسلاك ..

جرب وجرب .. لاحظ الميكانيكي أن السيارة لا تصلح..

ممكن أن أغير الترس المكسور..

مستحيل..

الموتور يكاد يشتعل .. ينفث دخاناً أسود .. يا حفيظ ..

ماذا؟

"الشكمان عايز يتغير".

...........................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/17/254495.html

عين الجمل

عين الجمل

اركب الموجة وإلا تغرق.....

ركب الموجة كما أشاروا عليه لكنه خشي أن يغرق في بحر الآلاف المؤلفة من كل صوب وحدب .. مر علي قافلة صحراوية فاستلب منها جملا كبيراً واعتلاه .. سمع الجمل أصواتاً مختلفة لم يستطع ان يميز صوت حمزاوى منها..

اندفع الجمل في الميدان .. خاض في الدماء .. نسي أنه سفينة الصحراء .. تحول الرمل إلي دم.. أخذ يحدث نفسه..أنه أبرهة الذي اعتلى الفيل ليهد الكعبة!!

اندفعت مجموعة شبابية من وسط المظاهرات .. قيدت الجمل .. ألقت علي عينيه عصابة.. قطعت الرقبة .. سمعوا صوتاً يقول : إني أغرق .. أغرق.. أغرق..

فتشوا ثيابه .. ظهرت بطاقة صفراء .. قرءوها ..

عرفوا أنها بنت الحزب.. مزقها شاب ثائر ..

وجد في طياتها عين الجمل.

.............................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/18/254665.html

فار المركب

فار المركب

انطلقت السفينة تحاصرها أمواج عالية تزداد حمولتها يوما بعد يوم كما تلتهب الأمواج معلنة توقف السفينة في وسط بحر بشَرى لم يعبأ بما حوله وغلبه السخط ورفض التشرذم..

اندفع الفأر من قاع السفينة إلي الأدوار العليا حتى استراح عندما وجد كل المفاتيح في يده .. ينظر إليه الركاب فلا يلتفت .. يحاوره الربان ومن في الكابينه فيدعى أنه يعرف كل شئ

ظل الفأر ينظر من ثقب إبرة حيث تترنح السفينة بقوة ذات اليمين وذات الشمال حتى اصطدمت بصخرة كبيرة كادت تقسمها

تنبه الفأر إلي مفتاح التشغيل فوجد عطباً استدعى الميكانيكى الخاص .. فقال العطل أكبر مما تتصور .. معقول!!

نظر في الأعماق فوجد الماء تحول إلي نيران تذكر أنه مكون من يد2أ ، كيف اشتعل الأكسوجين .. نظر إلي ماكينات الإطفاء وجدها شبه مطفئة .. اتصل بكل الملاحين في السفينة فلم يسمع أحد .. ارتطم المفتاح الأصلي برأسه فقفز إلي جزيرة وسط الأمواج

بعدما أفاق وجد الموج يندفع رويدا .. طارت ورقة من بين الأكوام المحترقة ..

نظر المارة.. مسكين!! راح الفأر.

..............................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/18/254685.html

الشيك مزور

الشيك مزور

استمع إلي الإذاعة المرئية .. قام منتشيا نحو الميدان.. عينه وسط البنك العريق الذي سمي باسم النادي الأهلي .. تحسس جيبه وجد شيكاً دولار ياً لا بأس به .. أوقفته الجماهير يوم الغضب حيث يحتضن طفلاً ملفوفاً بهذه الأوراق التى اندس بينها الشيك.. رفرفت الرايات حوله .. خاف أن تسقط اللفافة .. ممكن أن أصل إلي البنك بأمان .. أخبره الحارس اليقظان .. مغلق لأجل غير مسمى .. كاد يمزق الشيك في يده.. غضب أشياعه قائلين: بكره يفتح.. عشرة أيام سوداء مرت حيث التحم الكبير بالصغير وسلمى بسليم .. صمدوا في العراء متدثرين بالبراءة والمودة في حوار واحد ولغة واعية .. انتهى حظر التجوال .. غداً تفتح جميع البنوك.. صاحبك واقع.. يمنّى نفسه بعروس وشقة ويفتح محلا لقطع الغيار..

اتجه الشيك الموقر بسعادة بالغة إلي البنك الأهلي .. نظر إليه الموظف المسئول .. "آسف يا فندم الشيك مزور".

..............................................

ـ نُشرت هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/19/254741.html